نستعيد الحياة الفطرية
تحتضن المحمية ثروات طبيعية من الحياة الفطرية والآثار العريقة والثقافة الأصيلة، تعيش متناغمةً في نظم بيئية غنيّة تشكّل هوية وتاريخ المنطقة، تستدعي اهتمامًا مستدامًا لنا وللعالم. وتتنوّع أشكال الثروات الطبيعية في المحمية ابتداءً من الحياة الفطرية والموائل الطبيعية، مرورًا بالتشكّلات الجيولوجية والمواقع الأثرية التي شهدت حضارات عريقة وشعوب عديدة بقيت ثقافاتها وتقاليدها حيّة يتوارثها أهالي المحمية، معززةً ارتباطهم بتاريخها وإرثها. وسعيًا لحفظ هذه الثروات بشكلٍ ممنهج فقد رسمنا الخطة المتكاملة للتطوير والتنمية للمحمية لتكون بوصلتنا نحو تحقيق رؤيتنا، مبنيةً على دراسات ميدانية مكثفة ودقيقة تهدف لتطبيق أفضل الممارسات العالمية للحفظ البيئي والسياحة المستدامة وتنمية المجتمع، لتكون رافدًا اقتصاديًا واجتماعيًا يساهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030
تعرّف على المزيد حول كيفية تنفيذ خطتنا.


نحفظ بيئتنا
تستند استراتيجيتنا في الحفظ البيئي إلى أفضل الممارسات العالمية، حيث نعمل على إعادة توطين 23 نوعًا من الحيوانات المهددة بالانقراض أو المنقرضة محليًا، واستعادة البيئات الطبيعية التي تمتد عبر مساحات واسعة تبلغ 24,500 كيلومتر مربع، تغطي 15 نظامًا بيئيًا متنوعًا من جبال الحجاز إلى أعماق البحر الأحمر.
وتعد صخور المحمية شاهدةً بنقوشها الأثرية على الكائنات التي اتخذت المحمية موطنًا لها يومًا ما، مُصورةً الوعول والأسود والغزلان، كما وثّقت الجهود الميدانية الحديثة أنواعًا نادرة سكنت المحمية مثل الضبع المخطط. كما تم تسجيل نوعين آخرين لم يكونا معروفين للبشرية من قبل.
وفي سعينا لإيقاف فقدان المزيد من أنواع الحيوانات التي تُشكل أهمية كبرى في الاتزان البيئي، نعمل على إعادة توطين الحيوانات المُدرجة على القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، حيث صنّفت أربعة منها على أنها مهددة جدًا بالانقراض، وثلاثة مهددة بالانقراض، وستة عشر منقرضة داخل المحمية. لذا يرتكز نهجنا في استعادة الحياة الفطرية على برنامج مكثف لاستعادة الموائل الطبيعية التي تسكنها شتّى أنواع الحيوانات المُعاد توطينها لضمان قدرتها على النجاة والتكيّف والازدهار في بيئاتها الطبيعية.
كما يندرج وادي الديسة الخلاب الذي تضمّه المحمية في القائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمي كمنطقة فريدة للمناخ الحيوي، نظراً لما تتميز به من تنوع بيولوجي بري استثنائي يتجلّى في الطبيعة المتغيّرة، والتكيف الطبيعي في المنطقة، والكائنات التي تستوطنها. إلى جانب دوره المحوري في الحفاظ على التنوع الحيوي والنظم البيئية تحت ضغط التغير المناخي.


نحتفي بثقافتنا
ظفرت جهودنا البحثية في إثراء معرفتنا عن المحمية في اكتشاف أكثر من 2000 موقع أثري وتراث ثقافي، وسنواصل رحلتنا في اكتشاف المزيد من المعالم التاريخية التي توثّق عمق تاريخ أراضينا.
ولأنّ الإرث الثقافي العريق جزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا، بما يمثله من قيمة راسخة لماضينا ومُستقبلنا، وفخرٍ للمملكة تتشاركه مع شعبها وأجيالها القادمة، ومع الزوار من جميع أنحاء العالم؛ يدفعنا كل هذا للالتزام والاستمرار بإثراء معرفتنا بتاريخ المحمية وأصالتها عبر البحوث والتوثيق مع شركائنا من هيئة التراث، وبالتعاون مع نخبة من علماء البيئة من أبناء هذا الوطن ومن حول العالم.
ومن منطلق سعينا لتعزيز مكانة المحمية محليًا وعالميًا، وبالتعاون مع هيئة التراث، نفخر بترشيح موقعين ثقافيين داخل المحمية ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي التابعة لليونسكو، هما طريق الحج المصري والهياكل الحجرية القديمة، ونعمل حاليًا على ترشيح موقع ثقافي ثالث وهو حدود الإمبراطورية الرومانية في المملكة العربية السعودية.
نعتز بتراثنا الثقافي والأثري وندرك قيمته الغنية، ونسعى لحفظه وتطويره من أجل مستقبلٍ مستدام لنا وللأجيال القادمة، ليتعرفوا على عراقة تاريخهم عبر الروايات الشفهية والحرف اليدوية والتقاليد الأصيلة التي لا تزال حيّة في أنحاء المحمية.


نُمكّن مجتمعنا
ندرك أثر طاقة أبناء وبنات هذا الوطن وروحهم الطموحة، وأهمية تمكينهم وتنمية قدراتهم. يشكّل أهالي المحمية أكثر من 75% من موظفي هيئة تطوير المحمية البالغ عددهم نحو مائتي موظف، والتي يقع مقرها الرئيسي في محافظة الوجه.
وتمتد مشاركة أهالي المحمية لتشمل مشاركة المرأة في فريق مفتشي البيئة، وتكوين أول فريق تفتيش بيئي نسائي في الشرق الأوسط، مستفيدةً من الفرص التنموية التي وفرتها المحمية للمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 لتمكين شابات الوطن ومشاركتهن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وإيمانًا بأهمية العلم والمعرفة في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فإننا نسعى بالتعاون مع مختلف القطاعات من المنشآت التعليمية والجهات الحكومية لنغرس في أبنائنا أهمية الوعي البيئي، وقيم حماية البيئات الطبيعية والمحافظة على تنميتها واستدامتها.
نُرحّب بالعالم
وهبنا الله أرضًا غنية تزخر بثروات طبيعية وثقافة حيّة نفخر بحفظها ونسعد بمشاركتها مع أبنائنا وبناتنا ومع الزوار من حول العالم، حيث تستقبل المحمية حاليًا جميع زوارها بسياراتهم خلال النهار.
كما تعزز جهود المحمية السياحة البيئية والسياحة الثقافية والتي تعد عناصر أساسية في التنمية الاقتصادية الاجتماعية بما ينعكس على تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتساهم في تنمية مستدامة للمجتمعات المحيطة. وبجهود لا تتوقف، سنواصل تطوير المزيد من المواقع الطبيعية، والتجارب الفريدة التي تُثري وطننا وتعود بالنفع للأجيال القادمة.




داخل المحمية
رحلة لا تتوقف، نستكشف خلالها ثروات المحمية الثقافية والطبيعية. شاركنا رحلة الاستكشاف