كيف يساهم اكتشاف طائر مغرد معرض للخطر في تشكيل جهود الحفظ البيئي
في ربيع عام 2022، أجرى فريق من علماء الطيور في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية مسحًا روتينيًا لتوثيق أنواع الطيور خلال هجرة الربيع. وسط همسات أشجار الطلح وصرير الرمال الحمراء، ارتفعت نغمة غنائية غير مألوفة ولكنها مبهجة. ما بدأ كمهمة روتينية تحول إلى حدث استثنائي عندما سجلوا ظهور النعار السوري في عشر مشاهدات مختلفة خلال فترة 15 يومًا. تراوحت هذه المشاهدات بين طيور منفردة وأسراب تصل إلى 80 فردًا، وهو عدد كبير بالنظر إلى حجم إجمالي أعداد هذا النوع. مع تعداد يقدر بحوالي 4000 فرد ناضج فقط وهو في انخفاض، فإن وجود هذا الطائر في المحمية يوفر أملًا كبيرًا للبيئيين.
أدى هذا الاكتشاف الرائد إلى جعل المحمية أقصى ملاذ جنوبي للنعار السوري، Serinus syriacus. هذا الطائر المغرد المعرض للخطر، والذي أدرجته القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) كنوع معرض للخطر، وجد ملاذًا غير متوقعاً في المحمية، مما وسع نطاقه المعروف وأبرز الدور الحيوي الذي تلعبه المحمية في الحفاظ على التنوع البيولوجي.
تم توثيق هذه المشاهدات في المجلد 45 العدد 2 من مجلة “ساندجروس” الخاصة بجمعية علم الطيور في الشرق الأوسط، وهي أول مشاهدات من نوعها في المملكة العربية السعودية، مما يشير إلى توسع كبير في النطاق الشتوي لهذا الطائر. كان من المفترض سابقًا أن الحدود الجنوبية لنطاقه تصل إلى جبل اللوز عند خط عرض 28 درجة شمالًا على شبه الجزيرة العربية. أما الاكتشاف في المحمية، خاصة حول منطقة الديسة عند خط عرض 27.6 درجة شمالًا، فيدفع هذه الحدود إلى الجنوب بشكل أكبر.
النعار السوري هو طائر صغير ذو ريش ملون بالأصفر والرمادي الفاتح وحلقة صفراء مميزة حول عينيه. عادةً ما يعيش في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية ذات الأشجار الشائكة، كما يتردد على الأودية النباتية وحواف الأراضي الزراعية والبساتين.