تخطى إلى المحتوى

سموات جديدة: النعار السوري يجد ملاذاً جديداً في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية

3 دقيقة قراءة

8 أغسطس 2024

كيف يساهم اكتشاف طائر مغرد معرض للخطر في تشكيل جهود الحفظ البيئي

في ربيع عام 2022، أجرى فريق من علماء الطيور في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية مسحًا روتينيًا لتوثيق أنواع الطيور خلال هجرة الربيع. وسط همسات أشجار الطلح وصرير الرمال الحمراء، ارتفعت نغمة غنائية غير مألوفة ولكنها مبهجة. ما بدأ كمهمة روتينية تحول إلى حدث استثنائي عندما سجلوا ظهور النعار السوري في عشر مشاهدات مختلفة خلال فترة 15 يومًا. تراوحت هذه المشاهدات بين طيور منفردة وأسراب تصل إلى 80 فردًا، وهو عدد كبير بالنظر إلى حجم إجمالي أعداد هذا النوع. مع تعداد يقدر بحوالي 4000 فرد ناضج فقط وهو في انخفاض، فإن وجود هذا الطائر في المحمية يوفر أملًا كبيرًا للبيئيين.

أدى هذا الاكتشاف الرائد إلى جعل المحمية أقصى ملاذ جنوبي للنعار السوري، Serinus syriacus.  هذا الطائر المغرد المعرض للخطر، والذي أدرجته القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) كنوع معرض للخطر، وجد ملاذًا غير متوقعاً في المحمية، مما وسع نطاقه المعروف وأبرز الدور الحيوي الذي تلعبه المحمية في الحفاظ على التنوع البيولوجي.

تم توثيق هذه المشاهدات في المجلد 45 العدد 2 من مجلة “ساندجروس” الخاصة بجمعية علم الطيور في الشرق الأوسط، وهي أول مشاهدات من نوعها في المملكة العربية السعودية، مما يشير إلى توسع كبير في النطاق الشتوي لهذا الطائر. كان من المفترض سابقًا أن الحدود الجنوبية لنطاقه تصل إلى جبل اللوز عند خط عرض 28 درجة شمالًا على شبه الجزيرة العربية. أما الاكتشاف في المحمية، خاصة حول منطقة الديسة عند خط عرض 27.6 درجة شمالًا، فيدفع هذه الحدود إلى الجنوب بشكل أكبر.

النعار السوري هو طائر صغير ذو ريش ملون بالأصفر والرمادي الفاتح وحلقة صفراء مميزة حول عينيه. عادةً ما يعيش في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية ذات الأشجار الشائكة، كما يتردد على الأودية النباتية وحواف الأراضي الزراعية والبساتين.

النعار السوري في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية – حقوق الصورة: الجمعية الملكية لحماية الطبيعة

تمت ملاحظة الطيور في الأودية النباتية والمناطق الجبلية والقرب من مصادر المياه، مما يشير إلى أن المحمية توفر الظروف اللازمة لاحتياجات الشتاء للنعار السوري. تشمل هذه الموائل مصادر مياه موثوقة من الآبار الاصطناعية وأنظمة الري والينابيع الطبيعية، مما يوفر للنعار السوري المستلزمات اللازمة للنجاة.

يعزز وجود النعار السوري في المحمية مبدأ بيئيًا حاسمًا: تداخل الأنظمة البيئية. إن صحة وحركة نوع واحد تعكس ديناميكيات بيئية أوسع، مما يجعل حماية مثل هذه الموائل أمرًا بالغ الأهمية. كما يؤكد هذا الاكتشاف أهمية المحمية كملاذ للأنواع المعرضة للخطر، مضيفًا النعار السوري إلى 227 نوعًا من الطيور التي تم تسجيلها بالفعل في المحمية (أرقام مايو 2024).

ستركز الأبحاث المستقبلية على تأكيد حجم ونطاق التعداد الشتوي للنعار داخل المملكة العربية السعودية وتحديد ما إذا كانت هذه الطيور من تجمعات معروفة أم من مناطق أقل مراقبة. سيكون هذا البحث حاسمًا في تطوير استراتيجيات الحفظ لضمان البقاء الطويل الأجل للنعار السوري والأنواع الأخرى داخل المحمية.

كان للتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وTurnstone Ecology، وأفكار ليث المغربي وطارق قنير دورًا محوريًا في هذا الاكتشاف الرائد. لقد أبرزت جهودهم المشتركة قيمة المحمية في مجال الحفظ البيئي وأهمية الاستمرار في الحماية والبحث والمشاركة.

إن اكتشاف النعار السوري في المحمية ليس مجرد فصل جديد في قصة حياة هذا النوع؛ بل هو شهادة على دور المحمية في حماية تراثنا الطبيعي. مع استمرارنا في حماية ودراسة هذه الطيور الرائعة، نؤكد من جديد التزامنا بحماية التنوع البيولوجي الغني الذي يميز محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية.

يمكنكم قراءة المقال كاملاً من خلال الرابط.